إن اسوأ أنواع الفساد .. هو فساد الأصلح ..
هكذا الحكمة تقول، قبل ساعات تأكدت بما لا يدع مجالا للشك فيه أن الحكم السعودي لم يتغير .. أو يتبدل .. ولن يتطور .. طالما أن العاطفة هي التي تقوده داخل الملعب .. وطالما أن القرارات التوفيقية .. والكيفمائية .. هي التي تطلق صافرته .. وطالما أن قانون " الحسابات الخاصة " هو المرجع الرئيس له ..!
كل ما ذكرته آنفا .. ينطبق بالجملة، والتفصيل .. بالشكل، والموضوع .. على الحكم السعودي الأول في كرة القدم .. خليل جلال الغامدي.
لقد نحر جلال قانون كرة القدم بصافرته التوفيقية .. التي تطلق صوتها العاطفة ..
نعيد الى الوراء قليلا .. وليس كثيرآ .. لكي أقر واعترف بأني وضعت يدي على قلبي حينما قرأت خبر تكليف حكم محلي لمواجهة الديربي، ودعوت الله جلت قدرته أن يزيح السحابة البركانية، وما تخلفه من غبار عن القارة العجوز حتى يلحق الطاقم الألماني على موعد المباراة ولكن قدر الله وما شاء فعل.
بدات المباراة، ومنذ دقائقها الاولى، وأنا أقرأ سيناريوهات محتملة وأذيعها لمن حولي، وهم يضحكون، هدفا تلو الآخر، وهم يتغامزون فيما بينهم علي، ويقولون: الله يشفيك .. الظاهر ما تشوف المباراة اللي قاعدين انشوفها.
وفي الشوط الثاني التفوا حولي كلهم وبصوت واحد: والله إنك صدقت ..!
ب(الكوع) مع سبق الاصرار والترصد يتلوى رادوي، والنتيجة كرت أصفر على استحياء
بعد البطاقة الصفراء .. يرتكب هزازي أنواع الفاولات التي تستحق الإنذار .. والقرار التحكيمي: صمت مطبق، حتى الكرة التي أرجعها للحارس بقدمه عن عمد .. مرت مرور الكرام ..!
ياسر يتلوى .. ثم يقف على قدميه .. ويفاجأه الحكم بإنذار ..
أي حكم هذا .. أي قانون هذا .. ربما هو قانون " البراكين " .. !
هل كتب في قانون التحكيم أن يتم التعاطف طوعا أو كراهية مع الفريق المهزوم؟ هل كتب في قانون التحكيم أن توازن في قراراتك التحكيمية مع مجريات المباراة؟ هل كتب في قانون التحكيم أن لا تمنح الفريق الفائز حقه المشروع الذي كفله للاعبيه قانون الكرة؟
عودآ على بدء .. " سلم لي على الحكم الأجنبي " .. !