أنا أحب جهنم
وأنا راض عنها كل الرضى لا لأني أحب الاقتراب منها
لا وألف لا أعاذني الله وإياكم منها وأبعدني وإياكم عنها بعد السماء السابعة
عن الأرض وأكثر اللهم آمين آمين
أحب جهنم
لأنها تمثل أحد شقي العدل والشق الآخر من العدل هو الجنة ونعيمها
أحب جهنم
لأن وجودها من مقتضى عدل الخالق ومقتضى أسمائه الحسنى وصفاته العليا
بها ينصف المظلوم من الظالم وبها يؤدب ويجازي جبابرة وفراعنة الأرض
وطواغيتها الظالمين المستكبرين المعتدين
أحب جهنم
لأن بها يعرف قدر وعظمة وفضل العفو الذي يمن الله به على
عباده يوم القيامة إذ لولاه لكانوا من رواد جهنم وحطبها
أحب جهنم
لأن الشيء يعرف بضده فنعمة الغنى تعرف إذا عرف الفقر
ونعمة الصحة تعرف إذا عرف الإنسان السقم والمرض ونعمة الإيمان تعرف
إذا عرف الكفر والشرك فيحمد الإنسان اللهَ تعالى أن هداه إلى نعمة الإيمان
ونجاه من الكفر والشرك ونعمة الأمان تُعرف إذا عرف الخوف وكذلك الجنة
فنعيمها وفضلها يعرف على الوجه الأكمل عندما تعرف جهنم وعذابها لذا نجد
القرآن الكريم في كثير من الآيات يصف الجنة ونعيمها وما لأهلها من خيرات
ومسرات بعد أن يصف مباشرة جهنم وعذابها وما لأهلها من عذاب ونكد وشقاء
وكذلك العكس أحياناً يأتي وصف جهنم وعذابها بعد وصف الجنة ونعيمها
لأن الشيء يعرف بضده
أحب جهنم
لأن ذكرها يردع الظالمين والعاصين عن الاسترسال بظلمهم
وعصيانهم وغيهم ويزيد العابدين الصالحين المتقين عبادة وصلاحاً وتقاً وإيماناً
أحب جهنم
لأنها تحمل العباد على الدعاء والتوبة والاستغفار وطلب
الرحمة من الخالق فيما قد حصل فيه التقصير والتفريط
أحب جهنم
لأنها تضفي راحة وطمأنينة ورضى في نفوس الفقراء والمساكين
والمستضعفين المعتدى على حقوقهم وحرماتهم الذين لا يستطيعون الانتصار لمظالمهم
ولا يجدون من الخلق من ينتصر لمظالمهم وكأنها تقول لهم ألا ترضون أن يكون
قعري مقراً وبطني مسكناً لهؤلاء الظالمين الذين اعتدوا عليكم وعلى حرماتكم
وظلموكم حقوقكم وما ذلك ببعيد فيهدأ حينئذ البال وتسكن النفس وترضى
ويعلم المظلوم أن حقه إن ضاع في الدنيا فإنه لا ولن يضيع في الآخرة
أحب جهنم
لأن الله بها يذهب غيظ قلوب عباده المؤمنين
إذ كم من طاغية متسلّط يحمله طغيانه على الظلم والبطش والعدوان
من دون أن يجد من العباد من يردعه أو يوقفه عند حده فتغتاظ منه قلوب
المؤمنين الموحدين وعندما يعلمون ويؤمنون بأن جهنم ميعاده وهي له بالمرصاد
تهدأ نفوسهم وترضى ويذهب الله غيظ قلوبهم
لا يمكن أن نتصور الحياة أو نعيش في الحياة الدنيا من دون الإيمان بجهنم
فضلاً عن أن نتصور الحياة الآخرة من دون جهنم
فسبحان الذي خلق جهنم وعذابها فله الحمد أن خلق جهنم كما له الحمد أن خلق الجنة
لأجل ذلك كله
قلت وأقول لكم أنني أحب جهنم
لا يجوز بغضها ولا شتمها كما هو دارج على ألسنة كثير من الناس
وما يحملهم على فعل ذلك إلا جهلهم بقدر وفضل ونعمة جهنم
أسأل الله تعالى أن يجيرني وإياكم من جهنم وعذابها